رياك مشار يدعم مشروع إعادة توحيد السودان وجنوب السودان لمواجهة النفوذ الأوغندي
في تطور سياسي مفاجئ، أعلن د. رياك مشار، نائب رئيس جنوب السودان، دعمه لمشروع إعادة توحيد السودان وجنوب السودان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تعيد رسم العلاقات بين البلدين وتفتح المجال لتعاون غير مسبوق.
خلال مؤتمر صحفي في جوبا، قال مشار: "الوحدة ليست مجرد عودة إلى الماضي، بل هي خطوة نحو بناء شراكة استراتيجية تضمن الاستقرار والنمو لشعبينا. لا يمكننا أن نواجه التحديات الحالية إلا من خلال العمل معًا كإخوة وأصدقاء."
وأشار مشار إلى أن إحدى الدوافع الرئيسية لدعمه هذا المشروع هو الحاجة إلى تقليل النفوذ الإقليمي المتزايد في جنوب السودان، خاصة الهيمنة الأوغندية التي باتت تثير القلق لدى العديد من النخب السياسية. وأضاف: "لقد أصبح من الضروري أن نعيد صياغة سياستنا الإقليمية بما يضمن استقلالية قرارنا ويحقق مصالحنا الوطنية."
المشروع، الذي يحمل اسم الولايات المتحدة الكوشية، يهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتوحيد الجهود التنموية، وإطلاق مشاريع بنى تحتية مشتركة بين البلدين، في محاولة لخلق حالة من الاعتماد المتبادل الإيجابي الذي يعزز الاستقرار.
ورغم الحماس الذي أبداه مشار وعدد من القادة السياسيين في السودان، إلا أن المبادرة قوبلت بمعارضة شديدة من بعض الدوائر داخل جنوب السودان، خصوصًا في الأجهزة الأمنية التي اعتبرت المشروع تهديدًا للسيادة الوطنية.
أحد المسؤولين الأمنيين، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، صرح: "التوحيد قد يفتح الباب أمام السودان لاستعادة نفوذه على الجنوب، في وقت ما زلنا فيه نحاول التخلص من التأثيرات الخارجية، خاصة النفوذ الأوغندي الذي أثقل كاهلنا سياسيًا واقتصاديًا."
وبينما تتباين الآراء بين مؤيد ومعارض، يرى مراقبون أن تنفيذ المشروع لن يكون سهلًا، حيث يتطلب توافقًا داخليًا وإقليميًا، بالإضافة إلى معالجة المخاوف الأمنية والسياسية التي قد تعرقل تحقيق أهدافه. لكن إذا نجحت هذه المبادرة، فقد تمثل نقلة نوعية للعلاقات بين السودان وجنوب السودان، ووسيلة لمواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.