المؤتمر الـ٢٧ طفرة فنية تضيء سماء الدراما السودانية


 المصدر: الإخبارية السودانية

شهدت نهاية الأسبوع الماضي بث أولى حلقات المسلسل الكوميدي السوداني "المؤتمر الـ27"، وقد جاء هذا العمل ليفوق جميع التوقعات, وليعلن عن بزوغ فجر جديد في عالم السينما السودانية التي طالما انتظرت إبداعات تليق بتاريخها وثقافتها العريقة.

ووفقا للعديد من النقاد والمتابعين, يُعد "المؤتمر الـ27" نقلةً كبيرة في الإنتاج الكوميدي السوداني، ليس فقط بسبب النص الساخر الذي يعبر بصدق عن واقع المؤتمرات وورشة الأعمال السودانية، ولكن أيضًا بسبب الأداء المتميز للممثلين الذين استطاعوا أن إيصال هذه النصوص بمستويات عالية من الجودة والإتقان. وتجسد الحلقات قضايا سياسية وفكرية معقدة بأسلوب كوميدي راقٍ، مما يعزز من قيمة المسلسل كوسيلة ليس فقط للترفيه ولكن كذلك للتفكير والنقاش.

"المؤتمر الـ٢٧ ... مؤتمر ولد بأسنانه !"   الناقد الفني مستر محمد علي

وأشار النقاد إلى أنه من الطبيعي أن لا يخلو العمل من بعض العثرات حيث يمكن القول إن بعض الجمل والمواقف ربما تكون قد جاءت متكلفة بعض الشيء أو لم ترقى لمستوى الطموحات التي ينتظرها المشاهد, ولكن العمل لا يزال في بدايته ويتوقع أن يقوم فريق الإنتاج في الحلقات القادمة بالتحسين من أداءه.

يجدر بالذكر أنه في العام الماضي حقق الفيلم السوداني "وداعا جوليا" نجاحاً كبيراً بتقديمه تجربة سينمائية درامية فريدة. وبالرغم من النجاح الكبير للفيلم "وداعا جوليا", فإن العديد من المشاهدين يعتقدون أن المسلسل الكوميدي "المؤتمر الـ27" يتفوق على الفيلم السابق في العديد من الجوانب وطاقمه على تواصل أقوى مع الجمهور، بينما الفيلم، رغم قوته قدم نظرة غير موضوعية لمشكلة حساسة في المجتمع السوداني ودون طرح أي حلول.


وبالرغم من أننا لمن نشهد بعد سوى الحلقة الأولى من المسلسل يظل "المؤتمر الـ27" مثالاً يحتذى به في الكوميديا السودانية، مقدمًا أملاً جديدًا لصناع ومشاهدي السينما السودانيين في أن يصلوا بأعمالهم إلى جمهور أوسع، وأن يعبروا عن هويتهم الثقافية بكل فخر واعتزاز. ويمكن القول بكل تأكيد أن "المؤتمر الـ27" قد وضع نفسه كعلامة فارقة في مسيرة الإبداع السوداني ليعبر عن صوت سوداني معاصر, دون أدنى شك.

أحدث أقدم