ظلال الشك: هل مات حميدتي حقًا؟

 


المصدر: الإخبارية السودانية

تدور في السودان الآن ومنذ شهر ابريل, حرب تسودها التوترات السياسية وبعض الغموض. أحدى أكثر اسباب الغموض هي الشكوك المحيطة بمصير قائد المليشيا محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، حيث تتزايد الشائعات حول احتمالية وفاته منذ ثمانية أشهر، في ظل غياب تأكيدات رسمية أو نفي قاطع.

وبدأت هذه الشائعات والتكهنات بالإنتشار عندما توقف حميدتي عن الظهور في الإعلام والمقابلات الهاتفية, وهو الشخص المعروف عنه حب الظهور وكثرة الحديث.

 إضافة لذلك نشرت قوات الدعم السريع في صفحاتها الرسمية في وسائل التواصل الإجتماعي تسجيلا نسبتها إلى قائدها حمدتي قبل أن تقوم بحذفه بعد بضعة ساعات من نشره. ويرى الناشطون السودانيون أن ذلك التسجيل كان ممنتجا وغير حقيقي. 

تبع ذلك نشر العديد من الصور والتسجيلات التي يظن الكثيرون أنها منتجة بواسطة تقينة الذكاء الإصطناعي.

هذه التكهنات تزداد عندما يتعلق الأمر بالدعم الأجنبي الذي تتلقاه مليشيا الدعم السريع. فهناك تقارير تشير إلى أن جهات خارجية كانت تعمل على دعم هذه المجموعة لتحقيق أهداف سياسية معينة، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى القصة.

و يعتقد الناشطون والمحللون أن السبب وراء إخفاء خبر وفاة حميدتي في حال كونه قد توفي فعلاً، يعود جزئياً إلى رغبة الجهات الداعمة في الحفاظ على سيطرتها ونفوذها داخل جنود قوات الدعم السريع. ويشير محللون هنا إلى أن فقدان زعيم كاريزمي وقوي كحميدتي قد يؤدي إلى فراغ عسكري وقيادي وسط قواته, خاصة وأن أخاه عبدالرحيم حمدان دقلو ليست لديه نفس الصفات القيادية, وقد لا ينجح في السيطرة على قوات الدعم السريع لفترة طويلة.

من جانب آخر، هناك تكهنات حول كيفية إدارة المليشيا لهذا الوضع الحرج. ويشار إنه تم العثور على شخص يشبه الزعيم تماماً ليظهر بدلاً منه في الإعلام والأخبار، لكن بما أن صوته مختلف، فقد تم تجنب السماح له بالتحدث علنًا.

ويلخص المحللون عدة أسباب تدفع الدعم السريع للمواصلة في هذا التكتم:

1. الحفاظ على السيطرة: يمكن أن يكون الإبقاء على صورة الزعيم حياً وسيلة للحفاظ على النظام والسيطرة داخل المليشيا وبين أتباعها.

2. الأجندة الخارجية: الجهات الداعمة قد تكون مهتمة بالحفاظ على الوضع الراهن لخدمة مصالحها السياسية والإستراتيجية.

3. توفير الوقت للتحضير: قد تكون المليشيا بحاجة إلى وقت لترتيب الأوضاع الداخلية واختيار خليفة مناسب قبل الإعلان عن الوفاة.


أحدث أقدم