إيقاف جامعة السودان : تحدي الأسماء والهوية - الإرباك بسبب تسمية خاطئة

 


المصدر: الإخبارية السودانية

في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد, قد يتلقى طلاب جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا خبرا مؤسفا في الأسابيع القليلة القادمة.

عند تأسيس جامعة السودان، كانت تهدف إلى أن تكون منارة للمعرفة والابتكار والتقدم في البلاد. وبالرغم من ذلك، تمت في الأسابيع الماضية مناقشة مقترح قرار بإيقاف الجامعة مما أثار استياءا واسعا بين عمداء الكليات ورؤساء الأقسام في الجامعة. وبالرغم من أن المقترح تتم مناقشته في سرية تامة, إلا أن الإخبارية السودانية تمكنت من الحصول على بعض التفاصيل المحيطة بالنقاش الدائر.

يقول المصدر اللذي رفض نشر معلومات تفصح عن شخصيته "الموضوع كله بدأ بسبب تسمية الجامعة باسم الدولة, وهو أمر غير متعارف عليه في المجتمع الأكاديمي العالمي

وأضاف المصدر, أنه في العادة تتم تسمية الجامعات تقليديًا بناءً على الشخصيات التي أسستها، أو المواقع ذات الأهمية الجغرافية، أو الرموز التي تحدد رسالتها. ثم أضاف قائلا يمكن أن يثير تسمية جامعة بالاسم المباشر للدولة, عدة تساؤلات. 

كان من المتوقع عند طرح وزارة التعليم العالي هذا الموضوع للنقاش, أن تتوصل ادارة الجامعة مع الوزارة إلى حل يتضمن تعديل اسم الجامعة لتحمل اسمًا يتماشى مع رسالتها وتراثها وتخصصاتها بدلاً من اسمها الحالي. ولكن للأسف مع نشوب الحرب تطور الموضوع سريعا إلى مقترح بإغلاق الجامعة.

وقال المصدر أيضا, أن أحد المحاور الرئيسة في النقاش تدور حول أن الاسم نفسه، يشير إلى تجسيد للطيف الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للسودان بأكمله وهذا ما فشلت الجامعة في تجسيده تماما خلال السنوات الماضية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية التفسير الخاطئ لرسالة الجامعة كبيرة. وقد يقوم الأساتذة أو الطلاب في المجتمع الأكاديمي خارج السودان، عن غير قصد، بربط المؤسسة بأنها تمثل الفولكلور الأكاديمي النمطي للبلاد، مما يضر بالجامعات الأخرى, وهو ما حدث بالفعل عندما تساءل بحث قام به طلاب في جامعة ستراسبورغ الفرنسية عن انجازات الجامعة قائلين: ماذا قدمت جامعة السودان للسودان؟

وحاولت الإخبارية السودانية التواصل مع عمداء واساتذة آخرين بالجامعة لسؤالهم عن رأيهم في تطور القرار المرتقب, إلا أن الإغلبية رفضوا التعليق على الموضوع.

أحدث أقدم