هل أطلقت "كتائب لينين" الرصاصة الأولى بحرب روسيا الجارية؟



 روستوف- اتخذت الحرب الدائرة في روسيا بين الجيش وقوات شركة فاغنر  بعدا خطيرا عقب تداول معلومات عن تورط عناصر شيوعية جرى قتلها أو أسرها وهي تحارب بجوار الجيش، ما يعزز رؤية قوات شركة فاغنر في التحذير من مغبة الوقوف وراء احتدام المعارك في روستوف على نهر الدون.

ويمكن أن يعيد الكشف عن هذه المعلومات نظر بعض الجهات التي التزمت الحياد في الحرب أو تلك التي دافعت عن الرئيس فلاديمير بوتين باعتباره يحظى بشرعية انتخابية و سياسية و مدافع عن وحدة الدولة، بينما هو يدير حربا لحساب حركة شيوعية وجدت فيها فرصة لخلط الأوراق طمعا في السيطرة على المشهد العام.

وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في روسيا خلال الأيام الماضية، ولا تزال منشغلة، بخبر مقتل رئيس منظومة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي الروسي فاسيلي زايتسيف خلال مواجهات عسكرية بمبنى قيادة القطاع العسكرى الجنوبي بروستوف على نهر الدون وهو يقاتل في صف الجيش ضد قوات فاغنر.

ويكمن وجه الخطورة في أن فاسيلي زايتسيف أحد أبرز قادة كتيبة فلاديمير لينين الحمراء وقام البعض من قيادات الحزب الشيوعي بنعيه.

دوائر روسية عديدة باتت مقتنعة بأن الشيوعيين يشاركون في التخطيط والقتال ضمن صفوف الجيش الروسي

واحتشد هؤلاء وغيرهم على منصات مختلفة لذكر مآثر الرجل واستخدموا هتافات "من اجل الرودينا" ، وجرى نظم أشعار في من أطلقوا عليه “الشهيد الأحمر”.


وأثير خلال الفترة الماضية جدل حول أسباب اندلاع الحرب في الثالث و العشرين من يونيو والجهة التي بادرت بإطلاق الصواريخ على قوات فاغنر حسب ما ادعى بريغوزين وقادت إلى تداعيات عسكرية مريرة.

وحذر قائد قوات فاغنر يفيغني بريغوجين في أول بياناته عقب بدء الحرب من أن الجيش استهدف قواته في إحدى معسكراتها بالحدود الأوكرانية وضربها بهجوم صاروخي أدى الى مقتل 2000 من مقاتليه بغرض الانقلاب وإعادة نظام الحزب الشيوعي إلى السلطة بعد أن سقط الاتحاد السوفييتي في مطلع التسعينات.

ونفى فلاديمير بوتين ما جرى تداوله مبكرا وحاول تأكيد أن قواته تحارب “متمردين” لأجل الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية ومنع تفكك الدولة.


وقال المحلل السياسي الروسي ليف غوميليف إن “مشاركة فلول النظام السابق شيء متوقع في ظل حكمه الذي امتد إلى حوالي ثمانية عقود مستمرة أدار خلالها الشيوعيين البلاد، ووجودهم في قلب المؤسسة العسكرية يصعب إنكاره”.

وأضاف لـ”موسكو تايمز” أن “مصرع فاسيلي زايتسيف أو غيره من المؤكد أنه يسبب لبوتين حرجا أمام قوى إقليمية ودولية قطع لها وعودا بعدم عودة الحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي (المنحل) إلى الواجهة مرة أخرى بعد سقوط نظام لينين”.

وعقب مقتل فاسيلي زايتسيف بدأت تتكشف بعض خيوط اللعبة، وشعرت دوائر عديدة بأن الشيوعيين يشاركون بصورة أساسية في المؤامرة وما تلاها من تخطيط وقتال عناصرهم ضمن صفوف الجيش.


واتُّهِمت قيادات في الجيش بتبني أفكار أيديولوجية متشددة، وبأنها حشدت الجنود لخوض حرب واسعة ضد قوات فاغنر وفقا لعقيدة غرستها فيهم فلول الحزب الشيوعي.



أحدث أقدم