مصدر عسكري: حقيقة ما يجري بمروي

 


اعلمت مصادر عسكرية مطلعة صحيفة ألترا سودان الالكترونية أن الحادثة الاخيرة بقاعدة مروي الجوية اتت نتيجة لسوء تفاهم و اشكالات في التنسيق بين قادة الدعم السريع و القوات المسلحة. حيث كانت القوة التابعة للدعم السريع في طريقها نحو حلايب و شلاتين لتحرير المنطقة المحتلة منذ التسعينات . 

و قد افادنا المصدر أن القوة المكونة من ما يقارب المائة و خمسين مركبة لاند كروزر كانت قد انطلقت من معسكر فتاشة في مهمة سرية لطرد القوات المصرية المتواجدة بمنطقتي حلايب و شلاتين .

و أكد المصدر أن التحرك كان قد أتى بالتنسيق مع البرهان و عدة ضباط بقيادة القوات المسلحة، و لكنه اتسم بالسرية و لم تكن المعلومة متوفرة حتى للاستخبارات العسكرية و قيادة هيئة الاركان. و برر المصدر لذلك بالحفاظ على عنصر المفاجأة نظرا لاختراق المخابرات المصرية لهيكل المؤسسة العسكرية.

و أما عن مبررات الخطوة فقد أفادت عدة مصادر مطلعة أن البرهان يتخوف من قيام المصريين بدعم انقلاب عليه من داخل القوات المسلحة. خصوصا مع رغبته في توقيع الاتفاق الإطاري، و الذي تأخر توقيعه بسبب عدة محاولات انقلابية من عناصر النظام البائد خلال الاسابيع الماضية. و اعتراض الدولة المصرية على توقيعه الاتفاق مع قوى الحرية و التغيير.

و قد أتت الخطوة من قيادة الدعم السريع استشعارا منها للخطر الداهم من جهة مصر ؛ خصوصا بعد تعامل جماهير الأهلي العنصري مع فريق الهلال ، و مطالبات الحكومة المصرية بتسليم ناشط سوداني معروف مقيم بالولايات المتحدة. 

و حسب المصدر، فإن الخطة كانت تقتضي توقف القوة بقاعدة مروي لاغراض التموين و الامداد قبل أن تواصل سيرها نحو المناطق المحتلة. و لكن الخطة تعثرت بعد ان قامت قوة عسكرية من الجيش باعتراض المركبات و تحول الأمر الى عاصفة اعلامية اضطرت قيادة القوات المسلحة انكار علمها و تنسيقها مع قوة الدعم السريع؛ و ذلك تلافيا للإحراج مع الدولة المصرية و فقدان عنصر المفاجأة. 

و تشهد مروي منذ امس الاربعاء توترات متفاقمة و حشود عسكرية حول القاعدة. و اكد شهود عيان انتشاراً كثيفاً لدبابات الجيش حول المطار، وانتشاراً للمركبات العسكرية وحاملات الجند، ويتداول المواطنون بالمنطقة خبراً حول زيارة لرئيس هيئة الأركان اليوم لمروي، وترقب لوصول كتيبتين من الفرقة الثالثة مشاة بشندي، كما شوهدت طائرات “سوخوي” تحلق في سماء مدينتي “مروي” و”كريمة” بارتفاع كبير .

و أكد المصدر أن ما يحدث هو محاولة من القيادة العسكرية بشقيها للتمويه عن السبب الحقيقي لتواجد الدعم السريع بالمدينة. مع ايجاد ذريعة لزيادة الانتشار العسكري بالمنطقة، تمهيدا لمعاودة العملية بعد فترة عند هدوء الاوضاع و تخلي الجهات المصرية عن الحذر و التوجس عن ما يدور جنوب الحدود.


أحدث أقدم