المصدر: مركز جين
ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﻣﺮﻛﺰ "جين" ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ وعلماء للتشاور حول ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ في ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ DNA ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻫﺠﺮﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ بعض مجموعات جنوب حوض النيل ( ﺩﻳﻨﻜﺎ ، ﺷﻠﻚ ، ﻧﻮﻳﺮ ) ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺍﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﻴﻮﺃﻭﺭﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ أﻭﺭوﺑﻴون, ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮيون, ﻭﺍﻟﺠﻌﻠيون ﻫﻮﺳﺎ, ﻭﺍﻟﺒﺠﺎ ﻃﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻟﻌﺮكيون ﻧﻮﻳﺮ
ﺃﻛﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﻪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟـ DNA فإﻥ قبائل ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻼﺗﺔ ترجع إلى أصول ﺃﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻟﻠﺒﺠﺎ ﺻﻼﺕ ﻗﺮﺑﻰ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ .كما أن هناك قرابة جينية ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ في الشمال ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻛﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻴﻦ (الدينكا والشلك والنوير)، ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﻴﻦ .
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺣﺒﺎﺵ, ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﺃﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ
وﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ بشكل قاطع ﺇﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻭﺃﻣﺸﺎﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍلإﺛﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ. وﻧﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺳﻼﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
وﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻗﺎﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ الحمض النووي ( DNA )
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ( ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ) ﺑﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺃﻫﻞ ﺷﻨﺪﻱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻤﺔ ﺑﺸﻨﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ .
وتفيد الدراسة بأن ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ !!وﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، والعرب ﺍﻟﻤُﺴﺘﻌﺮﺑﺔ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﺁﺳﻴﻮﻱ، وقد بدأت ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ، وﻛﻞ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺗُﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻣﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ) ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﺗﻤﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ( ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻮﻉ ) ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻥ ﺑﺪﻭ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﺜﻼً ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .
وعلق بروفيسور خاطر إسحق على الدراسة قائلاً: باختصار العلم يؤكد أن النقاء العرقي وهم وأكذوبة وأننا مثل سائر شعوب الأرض "لحم رأس"، ولا داعي لـ"الحمبكة"، واستعلاء مجموعة سكانية على أخرى، فنحن سودانيون وكفي!